
بين التراجيديا والشر.. محطات ندم في حياة أسطورة الكوميديا سمير غانم
رغم أنه رسم البهجة على وجوه الملايين، لم تكن حياة الفنان سمير غانم كلها ضحكًا، ولم تكن كل أدواره مصدر فخر له، ففي ذكرى وفاته الرابعة، يتجدد الحديث عن محطات أثارت ندمه، وتجارب فنية لم ترضِه، بل جعلته يعيد النظر في اختياراته، حتى وهو يتربع على عرش الكوميديا.
سمير غانم، الاسم الذي ارتبط بالضحكة والارتجال، كان نجمًا لا يُشبه سواه. بدأ من ثلاثي أضواء المسرح، ليشق طريقه منفردًا إلى قلوب الجمهور.
مئات الأعمال الكوميدية قدّمها، من أفلام ومسرحيات ومسلسلات، لكنه في لحظة صدق أمام الكاميرا، كشف عن جانب آخر من مشواره، حين قال: "ندمت على 3 أفلام.. لما حاولت أعمل تراجيدي".
في لقاء نادر، أشار سمير غانم إلى فيلم "الرجل الذي عطس" كأحد هذه التجارب التي بكى فيها فعلًا أثناء التصوير، لكنه لم يشعر بالرضا عنها.
"أنا دمعِت فعلاً في مشهد.. لكن الضحك أصعب"، هكذا عبّر بوضوح عن إحساسه بأن الكوميديا كانت موطنه الحقيقي، وأن الدراما لم تكن بيته الآمن.
ولم يقتصر ندمه على التراجيديا فقط، بل امتد إلى تجربته مع الشر في فيلم "مكالمة بعد منتصف الليل"، التي لم يتقبّلها الجمهور، ولم يتقبّلها هو بعد ذلك، فقال عنها: "عملت دور الشر.. بس الناس مرضيتش بيه.. وندمت عليه فعلاً".
وبين الضحك والندم، تظل صورة سمير غانم في وجدان الناس مرادفًا للبسمة. لم يكن مجرد فنان يقدّم نكتة، بل حالة إنسانية نادرة، اختزل فيها المعنى الحقيقي للبساطة، والحضور الطاغي، دون تكلف أو صخب.
في ذكرى رحيله، لا نتذكر فقط أعماله، بل نتذكر صدقه، وإنسانيته، وجرأته في الاعتراف بأخطائه الفنية.


استطلاع راى
هل تؤيد تعديل قانون الإيجار القديم بما يضمن تحقيق توازن بين حقوق المالك والمستأجر؟
نعم
لا
اسعار اليوم
